الثلاثاء، 16 يوليو 2013

{ فَلا يَستطِيعونَ توصية وَ لا إِلى أهلِهم يرجِعون }

- أحان الرحيل؟ حقاً؟ أنظِرُوني أصلي ركعتين... أؤدي ديْني... أوصّي وِلدي... و لكن، أين وِلدي؟ كلٌ مشغوله وَ لاهٍ وَ أنا في هذا البيت المُوحِش وحدي...
ثم ارتحَل.

- يا إلهي، حتى في آخر لحظات حياتي أنا غير قادرة على الكلام، أمضيتُ حياتي خرساء... بكماء، وَ ها قد جاء ملَكُ الموت وَ أنا لا زلت عاجزة، أنا اليوم عاجزة أكثر من أي يومٍ مضى... كيف أُخبِر من حولي بأنني مُفارِقة لا محالة؟ كيف أعترف لهم بأنني لطالما تكاسلتُ عن أداء الصلاة لربما يصليها أحدهم بالنيابة عني؟ كيف...
وَ كانت الخاتِمة.

- الهدوء يطغى على الدار، كلٌ ذهب إلى فراشه... فلأُصلّي الليل ثم أنام. أ...أ... يا إلهي أهِيَ النهاية؟ لطالما انتظرتُ الفرج منك... وَ أردتُ الخروج من سجن الحياة إلى حياة الراحة، إلى دار لطفك وَ كرمك وَ رحمتك... الحمدلله الذي شاء أن يقبض روحي وَ أنا على عِبادة، وَ لكم وَددتُ أن أُوصي ابنتي بأن تسير على طريقي، بل بأن تكون أفضل مني... لكنني حتماً راحِل، وَ رحيلي لا يحتمل التأجيل... لو....
وَ انتقل إلى دار الخلود.

- يا إلهي، كلما وقعت عيناي على الأجهِزة ازدددتُ ألماً، فقد كنتُ أكثر أخِلّائي نشاطاً وَ اليوم أنا مُسجّىً على فِراش المرض وَ محاط بشتّى أنواع الأجهزة، غرفتي لا تكادُ تخلو من طبيبٍ أو مُمرّض، زوّاري... زواري يتحاورون مع بعضهم وَ أنا أسمعهم... وَ فقط أسمعهم، فجهاز التنفس الذي وُضع على أنفي وَ فمي يمنعني من الكلام.... يا إلهي!! أهذهِ آخر لحظاتي في الدنيا؟ إلهي.. يا ربي، أنا غير قادر على إزالة هذا الجهاز اللعين لأتحدث، كيف أخبر من حولي بأن لي على جاري ٥٠ درهماً... كيف ؟
وَ كانت النِهاية

...


* قال الله تعالى في كتابهِ العزيز : { كُتِب عليكم إذَا حضر أحَدكُم المَوت إِن تركَ خيراً الوصيّة للوالدينِ وَ الأقربين بالمعروفِ حقاً على المُتّقين }
* عن الرسول الكريم (صلى الله عليهِ وَ آله وَ سلّم) : "ما ينبغي لاِمرئ مُسلِم أن يبيت ليله، إلا وَ وصيّتهُ تحت رأسِه "

الأربعاء، 10 يوليو 2013

نصيحة لوجه الله أم إبعاد عن الله ؟


كثيرة هي النقاشات في تويتر وَ غيره حول الدين وَ شعائره وَ رفض البعض لهذه الشعائر وَ وَ وَ ... المشكلة أن الكل يتحدث وَ كأنه العارف الوحيد بالدين وَ الأعلم بأموره . حسناً... أنا أيضاً أعتقد بأن توجهي الديني صائب - وَ لو كنت أعتقد غير ذلك لتركته ! - لذلك حين أواجه توجهاً دينياً مختلفاً أُبدي رأيي أو نصيحتي إن لزمت. وَ لكن تبقى في الأخير نصيحة، وَ فقط نصيحة ! لا يحق لي وَ لا لغيري أن نجبر أحدهم على الإعتقاد بما نعتقد أو فعل ما نريد، خصوصاً في العبادة. العبادة التي هي من خصوصيات المرء مع ربه، التي لن يحاسبنا على تقصيرنا فيها أو تأديتنا لها سوى الله .
نعم، أوصانا ديننا بأن نتناصح { كنتم خير أمة أُخرِجت للناس تأمرون بِالمعروف وَ تنهون عن المُنكر } . و لكن العديد ممن يدّعي المناصحة يتخذ أسلوباً مُنفّراً من العبادة، وَ كأنه نسي أن " الدين المُعاملة " قبل أن يكون الصلاة وَ الصيام وَ النُصح وَ القيام، هذا رسول الله عليه وَ على آله أفضل وَ أتم التسليم يدعو الكفار وَ المشركين وَ الملحدين وَ حتى المخطئين من أمته بأحسن أسلوب وَ خير كلام حتى قال الله - تعالى - فيه : { وَ إنك لعلى خلق عظيم } يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في حق المُستنصِح : وَ أما حق المستنصح فإن حقه أن تؤدي إليهِ النصيحة على الحق الذي ترى لهُ أنه يحمل وَ تخرج المَخرج الذي يلين على مسامعه، وَ تكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه وَ يجتنبه وَ ليكن مذهبك الرحمة . وَ لا قوة إلا بالله .

تذكروا :
{ وَ لو شاء ربك لآمن من في الأرضِ كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين }
{ لا إكراهَ في الدين }
{ وَ قل الحَق من ربكم فمَن شاء فليؤمِن وَ من شاء فليكفر }
{ فذكّر إنما أنت مُذكّر * لستَ عليهم بمسيطر }
فقط اقرأوا القرآن وَ تأملوه، ستجدون هذه الآيات وَ أمثالها، لا تقرؤوها كما تقرأون أي كلام عابِر، بل اعتبروا بها وَ تعلموا منها . وَ متى ما أردتم إسداء النصيحة أحسِنوا اللفظ حتى لا تُذهِبوا حسنات النُصح بسيئات التنفير مما نصحتم به، وَ تذكروا أن مهمّتكم هي النصيحة لا الإجبار حتى لا تُساعدوا في إنتاج المزيد من المنافقين المُبتعدين عن الدين { ادعُ إلى سبيل ربّك بالحِكمة وَ الموعظة الحسَنَة وَ جادِلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلمُ بمن ضلّ عن سبيله وَ هو أعلمُ بالمهتدين} .

الأحد، 7 يوليو 2013

لو !

لو وقتك ثمين، لا تقرأها =)

لو أن الليل ، برغم قصره ، ينتهي
لو أن الصباح سيكون بداية لا علاقة لها ببقايا المساء المُنصرم
لو أن الروح تُسافر حيث تشاء وَ يبقى الجسد في سجنه أينما كان 
لو أن لحظات الأسى تنتهي، وَ أيام البُعد تنطوي، وَ لحظات اللقاء تقترب
لو ...
لو أنني أمتلك قدرة أحدهم في نسج حرفه وَ إبراز مشاعره
لو أن أحداً دعاني إلى بحرٍ ليس بالقريب، لكنني أذهب في طرفة عين
لو أن الشتاء يعود وَ هذا الصيف الحارِق ينقضي
لو أن السعادة تُشترى 
لو أن حِسابي على الآسك مليء بالأسئلة، لما أجبت على الأسئلة التافهة تلك
لو أنني أستثمر وقتي بقراءة، بكتابة، بخياطة، بمشاهدة ما يطوّرني وَ ينمّي من قدراتي وَ عِلمي
لو أنني أفهم ماذا كتبت وَ لماذا ؟
لو أن أحدهم أوقف يدي المُنسابة على لوحة المفاتيح تكتب ما لا يعيه عقلي
لو أنني أُتقِن البولندية !
لو ...
لو أنني لا أُفكّر في نشر ما خطّته يداي
لو أنني لم أمتلك حساباً على تويتر
لو أنني أنشأت حساباً في الإنستغرام
لو كان حسابي البنكي في بنك الملينيوم !
لو ...
لو أنني أجرؤ
لو أنني أعترِف
لو أنني أتخلص من كل تلك الشوائب
لو أنني أسوق بنفسي لطريق أُبصر نهايته
لو أنني أستطيع أن أُبصر
لو أنني أمتلك قلادة من اللؤلؤ
لو أن خاتمي الزمرد لم يُغادرني... أعني...
لو أنني لم أتبرّع بخاتمي لأي ( أنا ) أُخرى
لو أنني لم أُعطِ فداء خاتمي الكهرمان !
لو أن أحدهم يهبنِي.... أيّ شيء !!
لو ...
لو أن البشر يمتلكون أذناً خارقة، تسمع كلام العقول
لو أن البصر مُنِح لكل الناس فيرون ما تُخفي الصدور
لو أنني أكبر لأتخرّج من كلية الطب هذه :/
لو أنني أغمض عينيّ ولا أفتحهما حتى سبتمبر وقد أُجيبت دعوتي
لو أنني كنتُ أعلم ....
لو ...
لو أنّ أحدهم دعاني لكوب من القهوة
لو أنني أُحب القهوة هههه
لو أن شخصاً ما يفهم ما اقترفته يداي !
لو ...

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...