الاثنين، 25 أغسطس 2014

لا كوابيس بعد اليوم

اليوم: الاثنين
الساعة: 03:00
صحت على حلم مزعج، قطة سوداء ذات عينين لامعتين ومواء مرعب تحاول الاقتراب منها وهي تبتعد عنها صارخة
- الحمد لله أنه حلم، ليس حلمًا بل كابوسًا!
عادت لإكمال نومها

اليوم: الثلاثاء

الساعة: 03:03
صحت على نفس الحلم ولكن القطة كانت أقرب هذه المرة

اليوم: الأربعاء

نظرت في ساعة الحائط قبل أن تنام، إنها الحادية عشرة والربع، أعلم أنني سأصحو بعد ٤ ساعات من الآن صارخة باكية، لا مهرب من كابوسي اليومي، سأجهز لي كأسًا من الماء حتى أشربه حين أصحو مُرتعِبة
بالفعل، صحت في الساعة الثالثة وست دقائق ترتجف من الخوف فقد حلمت بذات الحلم المزعج، شربت كأس الماء وعادت للنوم

اليوم: الخميس

الساعة: 03:09
نفس الحلم، نفس القطة، نفس المواء المرعب المزعج لكنها تبدو أقرب وقد بانت مخالبها الحادة بوضوح

جلست من نومها خائفة باكية تقول: غدًا في الثالثة و12دقيقة ستأتي لتقتلني، ستخنقني بيديها وتنهش لحمي بمخالبها، ولربما تأكلني وترمي بعظامي للكلاب

تصرخ راجفة: لا أريد، لا، لا أريد أن أموت على يديها، لا أريد أن أموت ويُقطع جسدي وأؤكل في عالم الأحلام ولا أحد من حولي يعلم
تستدرك، عالم الأحلام؟
تبتسم، ذاك ليس حقيقيًا، الحمد لله
تستعيذ بالله من الشيطان ومن نفسها وأفكارها السلبية وعادت للنوم
وفي المساء، رددت بينها وببن نفسها: هذه الليلة لن أنتظر الكابوس لأنه لن يأتيني، سأنام بعمق من المساء للصباح، الآيات التي سأرتلها قبل نومي ستُبعد الشياطين عني بإذن الله، حتى الشياطين التي تأتينا على هيئة أحلام حال منامنا بإمكاننا محاربتها ومنعها من المجيء مجددًا :')، "بسم الله وضعتُ جنبي"... رددت بضع آيات ونامت ولم تصحُ إلا الصباح، فتحت عينيها لتنظر لساعة الحائط: إنها السابعة والنصف، نمتُ جيدًا، لم تعد الساعة الثالثة موعدًا لخوفي وارتعابي.. الحمد لله =)

همسة/ كم كابوسًا جلبناه لأنفسنا بأنفسنا؟ كم همًا وأرقًا وقلقًا كررنا على قلوبنا وأجسادنا؟ كم مصيبة كبّرنا حجمها؟ انتطرناها تأتي فأتت ولم نتفاءل بإنقضائها وحلّها علنا نجد ما تفاءلنا به؟

هَوّنوا على أنفسكم، تفاعلوا مع مصائبكم بإيجابية وحكمة وتفاؤل، وكما يقول السوريون: "كبروها بتكبر وصغروها بتصغر"
مؤمنة بأن أفكارنا هي مَن تُسيّرنا في كثير من المواقف والأحداث، فكّر بالحسَن والخير تجده، فكّر بالسيء، لا تتركه يغادر فكرك.. تجده

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...