الاثنين، 21 نوفمبر 2016

عن دراسة الطب

تعلم الطب مثل تعلم اللغة، تبدأ بتعلم الأحرف كيف تُكتَب وكيف تُنطَق، كيف يتغير شكلها من موقع لآخر في الكلمة، ثم تبدأ بتعلم كل حرف على حدة، تتعلم كل كلمة تبدأ بهذا الحرف أو تنتهي به، أو يتوسطها، تتعمق في علم حرف واحد حتى كأنك لا تعرف بقية الحروف ولم تتعلمها بشكل عام. تشترك عدة حروف في تكوين كلمة واحدة، يتغير معنى الكلمة لو تغير ترتيب الحروف، يتغير شكل الكلمة حين يكتبها فلان عن شكلها حين تكتبها أنت.

كلما تعلمت كلمة وجدت لها فروعا وتصاريف مختلفة، لكل فعل هناك أزمنة مختلفة تختلف معها طريقة كتابته ونطقه ومعناه وتأثيره، يختلف فاعل الفعل بإختلاف الجملة، وقد يكون للفاعل مفعول به/ مفعول لأجله/ مفعول مطلق...الخ، وهناك أفعال مبنية للمجهول.. يطلب منك البعض أن تخبرهم عن الفاعل رغم أن كل النحويين والبلغاء والعلماء -منذ القدم وحتى اللحظة التي سُئِلت فيها عن هويته- عجزوا عن معرفة فاعل الفعل المبني للمجهول.

يتوجب عليك بعد التعلم أن تكون قادرًا على قراءة كل الخطوط وكل طرق الكتابة، يتأملون منك أن تحفظ كل الكلمات وكل المعاني، في معظم الأحوال لن يعذروك إن نسيت حروف كلمة ما أو سهوت عن أحد معاني الكلمة ذات المعاني الكثيرة، سيعتبرونك كسولاً وضعيفًا حين يسألونك عن حرف لم تتعمق في دراسته رغم أنك قادر على الإجابة عن أسئلة الحرف الذي درسته وتخصصت في كلماته.

ولا ننسى أن لغة الطب لغة متجددة تستحدث/ تحذف كلمات ومعانٍ.. من سنةٍ لأخرى، وعلى المتعلم أن يكون مُلِمًا بالقديم والحديث.

كطالبة طب، لا زلتُ أخوض بحار بعض الأحرف، وربما لم أتجاوز الشُطآن... لكنني سأصل يومًا لعمق بحرٍ ما :) وحتى ذاك اليوم ربما لا أكون قادرة على الإجابة على كل ما يصلني من أسئلة واستفسارات ممن هم حولي عن المعلومات الطبية في تخصص أو آخر.. لذلك أُذكركم بأن سؤال المعلم أفضل من سؤال الطالب، وسؤال الضليع باللغة أفضل من سؤال المبتدئ، ونحنُ في عصر سهُل فيه التواصل مع الأطباء والمختصين في مواقع التواصل الإجتماعي أو مواقع الإنترنت أو عبر الهاتف ولا عُذر لمن لا يسأل أهل الاختصاص ليقي نفسه/ يُثقّفها وليسعى لعلاج/ تخفيف حدة مرضه.

- خارج النص ☻ -
يتعلم بعضهم طريقة كتابة الحروف فقط، أو ربما سمعوا كلمة هنا وكلمة هناك ليعتقدوا بأنهم أكثر فصاحة منك، يأتوك ليتنقدوك ويخطّؤوك.. ليس هذا فقط، بل يحاولون تعليمك ههههه!

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...