الثلاثاء، 13 يونيو 2017

الفقد


الذي لم يُجرّب طعم الفقد لا يعي الألم الساكن في قلوب الفاقدين، قد يستشعر بعضًا من الألم وقد يستهين بحجمه. أن تفقد أحدهم يعني أن يناديه لسانك كما اعتاد، فلا يجيبه، أن تذكره حين تأكل طبقه المُفضّل، تهمّ بالاتصال إليه كي تدعوه ليأكل مما تأكل، فتتذكر أنه لم يعد موجودًا. أن يذهب أحدهم بلا عودة يعني أن تشتاق للحديث معه، تحتاج إلى ردّات فعله التي تعجبك والتي تغضبك، تبحث عن مشورته التي اعتدت فلا تجدها. أن يموت عزيز عليك يعني أن تعرف طعم السهر المُر، الأرق، أنك إن نمت ستراه في الحُلم، ستراه وهو ميت، لكنك تفرح، بالرغم من خوفك من كل قضايا الموت وما بعده، إلا أنك تستبشر حين تراه، فترى أنك تغيرت… غيرك الفقد.
للفقد وجه مظلم، وهو الحنين الذي يدعونا لاحتراف الحزن والبكاء، لامتهان النعي والرثاء. إلا أننا لو دققنا النظر في درس الفقد الذي لا بد وأن نتعرّض له في حياتنا، لوجدنا أنه دعوة للتغيّر. لأن الموت حق، لأن الموت هو الحقيقة الوحيدة وكل ما دونه شك*، فأول رسائل الفقد: اليوم فقدتَ فُلان، قد تفقد شخصًا آخر يومًا ما، وستُفقَد حتمًا يومًا ما، فاسعَ لتكوين صورة جيدة لنفسك في ذاكرة مَن تُحِب، اسعَ لتكوين ذكريات جميلة وسعيدة مع مَن تُحِب، عامل مَن حولك بالحُسنى، قل لمَن تُحب بأنك تحبه، سامِح من يؤذيك ما استطعت، كُن أجمل مما أنت عليه :) **
الفقد دعوة للعمل، تعمل كي تبني لكَ ما يبقى بعدك، كي تُبقِي أشياء منك لمن تُحِب، كي تنفع الناس حولك سواء في الدوائر الصغيرة (الأُسرة والمجتمع) أو الدائرة الكبيرة (إخوتك في الإنسانية، أهل الأرض)، تعمل كي تُخلَّد، كي تبقى حتى إن ذهبت بلا عودة.


هُنا: مدونة سابقة بنفس معنى هذهِ الجملة
** https://www.facebook.com/alrabe3ah/posts/946061238771727?pnref=story

~ مدونة كتبتها منذ سنتين وأبقيتها في المسودات، لا أعلم لم اخترتُ أن أنشرها اليوم.

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...