الاثنين، 25 نوفمبر 2019

مدونتي الثانية: جسر

مرحبا يا رِفاق،
أنشات في بداية السنة الميلادية مدوّنة ثانية لي، وفيها أنشر مقالاتي المترجمة سواء مع مجموعة نون العلمية أو الترجمات الخاصة للمدونة، ستكون هذه التدوينة مرجعًا لمن يود قراءة مدونتي الأخرى منكم، سأُحدّثها كلما نشرت مقالًا في مدونتي الأخرى.
أسعد بتواصلكم معي واقتراحاتكم عليّ.. بإمكانكم اقتراح مقال للترجمة أيضًا إن أحببتم وإذا كان مناسبًا للترجمة من وِجهة نظري سأترجمه. أُرحّب بانتقاداتكم البنّاءة، وأُذكّركم أنني لستُ مُختصّة في الترجمة بل أمارسها حُبّا فيها وحُبّا في الكتابة :) كما أُذكّركم بأنني لا أتفق بالضرورة مع كل ما أُترجمه.
المقالات المنشورة على مدونة جسر:
١. مُقدّمة
٢. مقالاتي المترجمة مع مجموعة نون العلمية - يتم تحديث هذا القائمة باستمرار
٣. كيف تدير مشاعرك القوية؟
٤. ٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الأول
٥. ٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثاني
٦. ٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثالث

أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة :)

الجمعة، 22 نوفمبر 2019

ما الذي يشعل فيك الشعور بالذنب؟

مرحبًا يا أصدقاء،
كنتُ قد نويت أن أكتب أكثر عن الصحة النفسية، لا بطريقة أكاديمية ولا بكلامٍ مُنمّق ومدروس، بل من تجربة شخصية وخبرة حياتية بسيطة ونِتاج العلاج المعرفي السلوكي الذي سلكتُ طريقه لعدّة أشهر في محاولة لزيادة اتصالي بنفسي وفهمي لجوانبها التي لا تعجبني. وقد كتبتُ عن رغبتي في كتابة تدوينة عن الشعور بالذنب ومثيراته في مجتمعنا ووجدت تفاعلًا واهتمامًا من متابعيني على تويتر، لكنني كنت أُأجّل كتابتها ونشرها، ربما لاِنشغالي الفِعلي أو لأنني شعرتُ بالخجل من الكتابة بصراحة عمّا يؤثر عليّ ويؤذيني، خصوصًا أنني لاحظت أن السبب الرئيسي الذي يقبع خلف الشعور بالذنب هو خوفي من نظرة الناس لي.. وبالتحديد خوفي من أن أُخيّب ظنونهم... يعني أن تفاعلي مع الموقف هو المؤثر الأول لا الآخرين، وهذه إحدى مشاكلي العميقة التي وقفتُ قُبَالتها مِرارًا وتكرارًا في رحلتي نحو نفسي، ثم بدأت بكتابة جمل مبعثرة في دفتر مذكراتي أو في ملاحظات جوّالي حتى جمعتها في هذه التدوينة.

كان أي فعل أو قول يتعارض مع جعلي الفتاة الجيدة، الرزينة، المـؤمنة، المثالية يشعل فيّ شعورًا بالذنب؛ مثل أن أبدأ بنفسي، ألم نسمع مرارًا وتكرارًا أن الذي يجعل نفسه أولًا هو أناني بالضرورة؟ وأن الإيثار حتى في أتفه الأشياء مطلوبًا؟مما يشعل فيّ الشعور بالذنب أيضًا، أن أتحدث بصراحة تتسبب بردة فعل حادة من المستمع.. حتى وإن كان معي الحق فيما قلت. كنتُ أصغر أخواتي وكنت كثيرًا ما أُوجّه بأن أحترم الكبير ولا أعلي صوتي أمامه ولا أرد له كلمة، ويجب أن أنصاع لكلامه حتى وإن لم يعجبني، اعترضتُ على ذلك منذ طفولتي فليس كل كبير يستحق الاحترام ولا، لا يجب عليّ أن أجبر نفسي على أشياء كثيرة فقط لأجل ألّا يزعل مني أحدهم، لكن الشعور بالذنب عند قول لا، أو توضيح خطأ الكبير أو الرد على كلامه الجارح والمؤذي ظل مُلازمًا لي حتى الآن.

وأشعر بالذنب أيضًا كلما اقتربتُ من شيءٍ لُقِّنتُ في صغري أنه خطأ.. أو ذنب، حتى مع تغيّر نظرتي وقناعاتي تجاهه كراشِدة. لاحظت أن الشعور بالذنب لا يكونُ دائمًا ظاهرًا وواضِحًا، فقد أجد نفسي منزعجة أو حزينة وغاضبة بلا سبب واضح، وعند تحليل المشهد أجدُ ترابطًا بين فعلٍ معيّن وهذه المشاعر الغريبة التي حلّت مكان الشعور بالذنب الذي لازمني في صغري كلما قاربتُ هذه الأفعال.

تقول معالجتي أنه من الجيد أن نمتلك هذا الشعور أحيانًا، فهو دلالة على صفاء النفس وصحوة الضمير لكننا يجب ألّا نجري دائمًا خلفه ونجعله المتحكم في أفعالنا، كما أننا حين نعطي أنفسنا عدة دقائق لنتوصّل لسبب شعورنا بالذنب في موقفٍ معين وندرك الأسباب ونعيها، قد نجد أننا فعلًا غير مذنبين، وربما نتذكر حادثة معينة أو ذكرى مرتبطة بإحساسنا المتزايد بالذنب مما قد يقلل من شعورنا بالذنب بعدها؛ فليس كل موقف نمر وسنمر به هو نفسه ذاك الموقف القديم... يا عقلنا اللا واعي.

الآن، أعيشُ في مرحلة أحاول فيها فهم دواعي هذا الشعور وأسبابه ومحفّزاته، أحاول أن أتعرّف عليّ وعلى المواقف التي تجاوَزَتنِي ولم أتجاوزها دون أن أُدرِك ذلك، أتحاور مع نفسي.. أكتب لها، أسألني السؤال تلو السؤال كي أصل للجذور وأُعالجها، لا أريد أن أفقد نبض الضمير هذا لكنني لا أريد نبضًا سريعًا.. متسارعًا.. يقضي على السَكِينة في داخلي ويكويني.

ما يؤذيني أيضًا، أن محاولاتي لمعالجة الشعور المتزايد بالذنب تفشل في أحيان كثيرة بسبب المؤثرات الخارجية، مثل لوم أو تقريع أحدهم، في مجتمعٍ كمجتمعنا.. نُلام إذا تصرّفنا كما شئنا.. لا كما يشاؤون أو يتوقّعون مِنّا، ونُلام إذا لم نسلك الطُرق التي يسلكونها، ونُلام حتى على قراراتنا التي تمسّنا وحدنا، ونُلام إذا أخطأنا حتى أبسط الأخطاء فالمطلوب مِنّا أن نكون ملائكة معصومين لا بشر طبيعيين نُصيب ونُخطِيء، بل ونُلام على قول الحق أحيانًا... مما يُضاعِف من الشعور المؤذي بالذنب، وبروحٍ حسّاسة تسعى لرضا الآخرين دون إدراك صاحبها.. أنّى يخفت الشعور بالذنب هذا؟


ماذا عنكم، أخبروني ما المواقف التي تُشعِل فيكم الشعور بالذنب؟

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...