الأربعاء، 27 يوليو 2022

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر من قضاء الوقت فيها.

في العشر سنوات الأخيرة تنقّلت بين ٣ مُدُن وسكنت ٦ شقق مختلفة، في كل مرة كانت غرفتي هي مساحتي الآمنة.. وركني الهادئ الدافئ، وليس لشكل الغرفة علاقة بذلك، فأنا أسكن في شقق مستأجرة ولا تكون غرفتي دائمًا باللون والتصميم والأثاث الذي يعجبني. لكن بالتأكيد لديّ دائمًا ما أضيفه للغرفة من أثاث ولوحات أو حتى مفارش تجعل للمكان حياة، أشياء تُشبهني، ورغم اعتيادي على وجودها إلا أنها لم تفقد قيمتها المعنوية عندي.

في كتاب "What Dementia Teaches us About Love" تحدثت الكاتبة في أحد الفصول عن مفهوم البيت، وشعور أن تكون في مكانك وبيتك وحيث تنتمي، ذكرَت فيما ذكرَت أن ابنتها اعتادت أن تُخرِج حاجيّاتها من حقيبة السفر حين يسكنون فندقا ما، وترتبها في الغرفة وهذا يجعلها تشعر بالأُلفة مع المكان حتى وإن لن تطل مدة مكوثها فيه. سألتُ نفسي ما هي الأشياء التي أحرص على أخذها من مسكنٍ لآخر ويشعرني وجودها بالأُلفة مع المكان، وكانت هذه القائمة:

١. لمبة بجانب السرير





٢. لوحات القطط
اقتنيتها من رجل كبير في السن كان يبيع اللوحات والأعمال الفنية في مدينة تورون التي أُحِب من حوالي ٧ سنوات








٣. لوحة بإسمي، أهدتني إياها أختي بتول قبل حوالي ١٥ سنة





٤. زينة للأبواب
هدية خالتي لي قبل ٦ سنوات أو أكثر






٥. سجّادة شرقية للصالة، لا أشعر أنني في مكاني الدافئ إن لم أفرشها

أول الأيام في أي مكان دائمًا ما تكون صعبة، فالشعور بالوحدة والوحشة حاضرين بقوّة.. ثم إن النوم في مكان جديد يعيد لي مخاوف الطفولة وكل مشاعري التي لا أُحِب ساعة بزوغ القمر، لكن ما إن أبدأ بفتح الكراتين وتوزيع الأغراض وإحضار أشيائي التي أُحِب لغرفتي حتى تتبدد الوحشة شيئًا فشيئًا، ثم يومًا بعد يوم تُصبِح الشقة البارِدة المُوحِشة سكَنًا مُريحًا دافِئ، والمكان الغريب يغدو مألوفًا.

ماذا عنكم، هل تحبون المكوث في غرفكم؟ وهل لديكم حاجيّات ملموسة تجعل من الغرفة الباردة رُكنًا دافئًا؟

27.01.2022

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...