الجمعة، 17 سبتمبر 2021

دعوة لصناعة المسرّات 💖

قررت ذات يوم كتابة قائمة بالأشياء التي تملأني بالسُرور، وقررت أن أُكثِر من فِعل هذه الأشياء حتى أكون سعيدة بشكلٍ عام، فإذا مررت بلحظات من السرور اليوم وأمس وغدًا والأسبوع الماضي، ألا يجعلني ذلك سعيدة وراضية بشكلٍ عام؟


كتبت القائمة:

- مشاهدة فيلم غنائي

- قضاء وقت مع أشخاص معينين

- تجربة طبق جديد لذيذ

- الحياكة والخياطة والرسم والأعمال اليدوية

- المشي بلا هدف

- البحر

- اللعب بالرمل

- المرجحانة (الأُرجوحة)

- ساعات من العناية بالجسد

.... والقائمة تطول


وجدتُ أن مُجرّد إعادة قراءة هذه القائمة يرسم البسمة على وجهي، وأُحاولُ أن أُذكّر نفسي بهذه القائمة كلما غرقت في زحمة الحياة الأكاديمية/ العمليّة/ الدراسية، علّني أُعيد البهجة إلى روحي بخلق لحظات سعادة جديدة 💫


إحدى النقاط هي الأرجوحة، في كل مرة أتأرجح أشعر بالفرح والسعادة وأضحك من كل قلبي، أشعر أنني طفلة 💖

وأيضًا اللعب بالرمل، الجميل في الموضوع أن مجرد اللعب أو المشي على الرمل لما يقل عن 5 دقائق ممكن أن يزرع فيّ شُعورًا بالفرَح وامتلاء بالحياة ليومين! أذكر مرة ذهبت للمنتزه الذي يبعد عن بيتي حوالي 20 د. تأرجحت، ضحكتُ  كثيرًا، ضحك قلبي ورجعت البيت، كنتُ قد صوّرتُ فيديوهات أثناء تأرجحي، كلما شاهدتها سَعِدتُ أكثر، وقفت للحظة.. سألت نفسي يا تُرى كم استغرقتُ في التأرجح حتى سعدت كل هذا الوقت؟ لم أستغرق حتى دقيقتين!

بقدر ما يكون الإنسان كائنًا مُعقّدًا، بقدر ما يبدو بسيطًا.. بسيطًا جدًا في بعض الأحيان.


عُرِفتُ وسط أهلي وصديقاتي أنني أنام في السينما، ذات مرة ذهب مع عقيلة أختي وزهراء صديقتي للسينما، نمت في وقت الدعايات وصحوت عندما أُضيئت أنوار القاعة بعد الفيلم، سألتهم: ماذا حدث؟ كيف كان الفيلم؟ من 6 سنوات حتى الآن وعقيلة وزهراء تتذكرّن الموقف وتضحكان. لكنّي قررت ذات مرة أن أكسر الروتين وذهبت للسينما لحضور فيلم علاء الدين، مع العلم بأني لستُ من متابعي ومعجبي ديزني، كان قلبي يرقص طوال الفيلم، وكنتُ في غاية الاستمتاع، لا لم أنعس ولم أنَم، وعدتُ سعيدة مُنتشيَة، أذكر أنني أدركتُ لحظتها أنني أحب هذا النوع من الأفلام، الأفلام الغِنائية.


حظيت في عام 2020 بساعات طِوال من الحياكة والخياطة، حِكت حقيبتين، كنزة، شال، بطانية وتدرّبت على التطريز، كما طرّزت هدايا العيد لجاراتي ولوحة بسيطة. ذكّرني هذا بكمية السعادة والرضى والشعور بالإنجاز اللذان يُرافِقان الأعمال اليدوية وبالأخص كل ما يتعلّق بالخياطة عندي، قررتُ أيضًا أن لا أتخلّى عن الخياطة والحياكة في المستقبل مهما انشغلت.


لاحظت أيضًا أن هناك أشياء لا أتشجّع كثيرًا أو أتكاسل عن الإقدام عليها وأُؤجلها كثيرًا لكنني أشعر بسعادة عارِمة إن أنجزتها، فاعتبرتها من مُسببات السعادة؛ مثل تعلم شيء جديد (المذاكرة مشمولة) والترجمة والكتابة الجادّة، وأحيانًا المكالمات.. لأنني لا أُحبّذ التواصل الصوتي وحتى أُوازن بين الشيئين المتضادين صرتُ أُحدد أوقات معيّنة للمكالمات، بل وأُنظّم جدولي بناء على وقتها، وأحيانًا أختار أن أؤدي بعض المَهام في المنزل أثناء المكالمة، ذلك يعتمد على الشخص الذي أُحادثه..


في النهاية، أعلم أن الحياة لا تصفو لأحد، وأننا لن نحظى بأيام ممتلئة بالسُرور في كل لحظاتها، ولكن.. حين نعرف أنفسنا جيدًا، ما يسعدنا وما يُؤذينا، نستطيع أن نصنع سعادتنا، لوحدنا.. لأنفسنا.. لأجلنا، ربما لا نملك أن نتحكم بأحداث حياتنا، لكننا نملك أن نُطعّم أيامنا بما نحب ممارسته علّنا نخفف ثقلها علينا.


ماذا عنكم، هل تعرفون ما الذي يُسعدكم؟
أقترح عليكم كتابة قائمة بالأفعال والأشياء والأكلات والأشخاص الذين يسعدونكم، ارجعوا إليها كلما مللتم الروتين الجاف واشتقتم لبعض المرح في حياتكم، اصنعوا مسرّاتكم بأنفُسُكم، واسعدوا واستمتعوا بأثر ذلك عليكم ~


05/03/2021

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...