الأربعاء، 10 يوليو 2013

نصيحة لوجه الله أم إبعاد عن الله ؟


كثيرة هي النقاشات في تويتر وَ غيره حول الدين وَ شعائره وَ رفض البعض لهذه الشعائر وَ وَ وَ ... المشكلة أن الكل يتحدث وَ كأنه العارف الوحيد بالدين وَ الأعلم بأموره . حسناً... أنا أيضاً أعتقد بأن توجهي الديني صائب - وَ لو كنت أعتقد غير ذلك لتركته ! - لذلك حين أواجه توجهاً دينياً مختلفاً أُبدي رأيي أو نصيحتي إن لزمت. وَ لكن تبقى في الأخير نصيحة، وَ فقط نصيحة ! لا يحق لي وَ لا لغيري أن نجبر أحدهم على الإعتقاد بما نعتقد أو فعل ما نريد، خصوصاً في العبادة. العبادة التي هي من خصوصيات المرء مع ربه، التي لن يحاسبنا على تقصيرنا فيها أو تأديتنا لها سوى الله .
نعم، أوصانا ديننا بأن نتناصح { كنتم خير أمة أُخرِجت للناس تأمرون بِالمعروف وَ تنهون عن المُنكر } . و لكن العديد ممن يدّعي المناصحة يتخذ أسلوباً مُنفّراً من العبادة، وَ كأنه نسي أن " الدين المُعاملة " قبل أن يكون الصلاة وَ الصيام وَ النُصح وَ القيام، هذا رسول الله عليه وَ على آله أفضل وَ أتم التسليم يدعو الكفار وَ المشركين وَ الملحدين وَ حتى المخطئين من أمته بأحسن أسلوب وَ خير كلام حتى قال الله - تعالى - فيه : { وَ إنك لعلى خلق عظيم } يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في حق المُستنصِح : وَ أما حق المستنصح فإن حقه أن تؤدي إليهِ النصيحة على الحق الذي ترى لهُ أنه يحمل وَ تخرج المَخرج الذي يلين على مسامعه، وَ تكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه وَ يجتنبه وَ ليكن مذهبك الرحمة . وَ لا قوة إلا بالله .

تذكروا :
{ وَ لو شاء ربك لآمن من في الأرضِ كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين }
{ لا إكراهَ في الدين }
{ وَ قل الحَق من ربكم فمَن شاء فليؤمِن وَ من شاء فليكفر }
{ فذكّر إنما أنت مُذكّر * لستَ عليهم بمسيطر }
فقط اقرأوا القرآن وَ تأملوه، ستجدون هذه الآيات وَ أمثالها، لا تقرؤوها كما تقرأون أي كلام عابِر، بل اعتبروا بها وَ تعلموا منها . وَ متى ما أردتم إسداء النصيحة أحسِنوا اللفظ حتى لا تُذهِبوا حسنات النُصح بسيئات التنفير مما نصحتم به، وَ تذكروا أن مهمّتكم هي النصيحة لا الإجبار حتى لا تُساعدوا في إنتاج المزيد من المنافقين المُبتعدين عن الدين { ادعُ إلى سبيل ربّك بالحِكمة وَ الموعظة الحسَنَة وَ جادِلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلمُ بمن ضلّ عن سبيله وَ هو أعلمُ بالمهتدين} .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...