الاثنين، 27 مايو 2013

{ إِلّا ليعبدون } !




يقول الله عزّ وَ جل " وَ مَا خَلَقتُ الجِنَّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُون " ، مِن العار أن ننسى الغاية من خلقنا وَ نغوص في بحر ملذات الحياة، نغوص في كمالياتها وَ ننسى أساسياتها..
نعم، حثت التعاليم السماوية على طلب العِلم وَ العمل.. وَ سمحت لنا بأخذ مُتنفّس ترتاحُ إليه أنفُسنا، وَ لكن هذا لا يعني أن تشغلنا مُتنفسات أجسادنا عن متنفسات أرواحنا، وَ لا يعني أن نحرص على تحصيل أعلى الدرجات العلمية الدنيوية وَ نحن متناسون درجات الآخرة..
وَ الأدهى وَ الأمرّ أن نتمتلك المعرِفة بالأمور الدنيوية التافهة في حال نجهل أمور ديننا التي وُجِدنا من أجلها.
مًن المعيب حقاً أن نعبد الله عبادة جُهّال، نخاف منه وَ مع ذلك لا نُطيعه، نحبه وَ نعصيه، نتمنّى رِضاه وَ الجنة وَ نحن نسعى بأنفسنا إلى النار !
قل لي يا طالب العِلم.. أقرأت القُرآن هذا اليوم؟ أَصليت بخشوع وَ خضوع؟ أكانت صلاتك في وقتها أم أخرّتها المُذاكرة/ المسلسل/ السوق ...؟ أَجعلت من فراشك مسجداً حين أسبغت الوُضوء قبل النوم؟

كل يوم نقضيه مُتناسين الله، مُبتعدين عنه هو يوم خُسران! وَ كل الجلسات التي نجتمع فيها دون ذكر الله أو أحد أوليائه ليست إلا حسَرات علينا يوم لا ينفع تقريع الضمير!


اليوم... حاسِبوا أنفُسكُم قبل أن تُحاسَبوا ~


فعَن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصية لأبي ذر (رضي الله عنه): " يا أبا ذر، حاسِب نفسك قبل أن تُحَاسب فإنه أهوَن لِحسابك غداً، وَ زِن نفسك قبل أن تُوزن وَ تجهّز للعرض الأكبر يوم لا تخفى على اللهِ خافية.. يا أبا ذر، لا يكون الرجل من المُتّقين حتى يُحاسِب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مطعمه وَ من أين مشربه وَ من أين ملبسه أمِن حلال أو من حرام، يا أبا ذر، مَن لم يُبالي من أين اكتسب المال لم يُبالِ الله من أين أدخلهُ النار "


وَ عن الإمام الكاظم (عليه السلام): " ليس مِنا مَن لم يُحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسناً استزاد الله، إن عمل سيئاً استغفر الله منه وَ تاب إليه "



- نسألكم الدعاء ~

* حُرِر في ١٣ جنيويري ٢٠١٣ *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رُكنِي الدافِئ

هذه التدوينة نتيجة إلهام من منشور الصديقة فاطمة الزهراء 💖 حين سألَت عن شعورنا تجاه غُرفنا وهل نعتبرها مساحة آمنة نحبها ونرتاح فيها أم ننفر...